استيقاض العالم وبحيرة الخلود

عشرة آلاف سنه قبل ان يشبتك الهورد والألاينس في حربهم الأولى. عالم آزيروث Aziroth مكونا من قارة واحد فقط تحيط بها البحار من كل جهة. تلك القارة عرفت تحت مسمى كاليمدور Kalimdor التي كانت موطنا لمجموعة من الأجناس والمخلوقات كلها تتنافس من اجل البقاء في ظل التغيرات العصيبة المصاحبة لإستيقاض العالم. في القارة المظلمة كان هناك بحيرة غامضة مليئة بالطاقات المتوهجة. تلك البحيرة والتي اطلق عليها لاحقا مسمى بحيرة الخلود كانت القلب النابض والمركز الحقيقي في العالم للسحر والطاقة الطبيعية. ترسم طاقاتها من الظلام العظيم وترسلها للعالم اجمع لترسم الحياة بكافة اشكالها في العالم.



ومع مرور الوقت احدى القبائل البدائية الذين كانوا يعرفون بالآوادم الليليين nocturnal humanoid وجدوا طريقهم إلى اطراف بحيرة الخلود تلك البحيرة الهائلة بقوتها وبحفاظها على التوازن في الكون. تلك القبيلة التي كانت عبارة عن اناس متوحشين من البدو الرحل تأثرروا بالطاقات الهائلة التي تطلقها بحيرة الخلود فقد اعطتهم الحكمة والقوة. قررت تلك القبيلة البقاء على اطراف تلك البحيرة وبناء مساكن لهم من الرخام على شواطئ البحيرة. مع مرور الوقت وما للبحيرة من تأثير على هذه القبيلة اصبحوا اكثر حكمة وقوة لدرجة انهم كادوا يكونون خالدين. اطلقت القبيلة على نفسها مسمى كالدوري ويعني "أطفال من النجوم". وللإحتفال بما اصبح عليه مجتمعهم ولشكر الآلهه على ذلك بنوا النصب التذكارية والمعابد العظيمة حول البحيرة ومحيطها.

الكالدوريين او كما اطلق عليهم لاحقا النايت إلف عبدوا آله القمر إليون Elune واعتقدوا ان آله القمر إليون كانت تنوم داخل اعماق بحيرة الخلود المضيئة خلال ساعات النهار. لذلك قام كهنة النايت إلف الأولين بدراسة البحيرة بهدف معرفة اسرارها والسلطة العظيمة التي تملكها. وفي الوقت الذي كان مجتمعهم يكبر ويتشعب قرر النايت ايلفز ان يستكشفوا منطقة كاليمدور بما فيها من اجناس ومخلوقات اخرى. المخلوقات الوحيدة التي استوقفت النايت ايلف كانت المخلوقات القديمة والقوية التنانين. وحوش عظيمة العوج ولكن سخروا انفسهم للدفاع عن الأراضي المعروفة في ذلك الزمن ضد أي خطر محتمل لذلك قرر النايت إلفز ان يتركونهم واسرارهم في حالهم.

مع مرور الزمن فضول النايت إلفز قادهم للقاء وإقامة علاقات صداقة مع عدد من الكيانات القوية امثال سيناريوس Cenarius الذي كما يعتقد انه نصف إله عظيم قادم من اراضي الغابات البدائية. عاش سيناريوس مولعا بالنايت الف وفضولهم الزائد فخصص وقتا كبيرا من عمره في لتعليمهم عن الطبيعة في العالم. لهذا تطور الكالدوريين الذي عرفوا لاحقا بالنايت إلف بحب وشغف كبير للطبيعة والذي اطلعهم على اسرار توازنها سيناريوس.



مر سنين طويلة كما بدى انها سنين لا نهاية لها وخلال تلك الفتره تمددت حضارة النايت الف من الناحيتين السلطة الجغرافية والحضارة الثقافية. معابدهم, شوارعهم, ومساكنهم امتدت على جميع انحاء القارة المظلمة. آزشار ا Azshara , ملكة النايت إلف الفائقة الجمال والموهوبة, بنت قصراً رائعلا في منطقة خلابه على شواطئ بحيرة الخلود هذا القصر ضم خدمها في قاعاته المرصعة بالجواهر. خدمها التي اطلقت عليهم اسم كويل دوري Quel'dorei الذي كانوا يسمون ايضا بال هاي بورن Highborne انصاعوا لكل اوامرها بكل اجلال لدرجة انهم اعتقدوا ان شرف خدمتها والدفاع عنها جعلهم افضل من جميع ابناء جلدتهم. مع ان الملكة كانت محبوبة بالتساوي من جميع افراد شعبها إلا ان النايت إلف لم يحبوا خدمها الهاي بورن.



ومشاركة منها لكهنة النايت إلف في فضولهم حول صومعة الخلود امرت خدمها والهاي بورن بتكريس حياتهم لإكتشاف اسرار الصومعة وإظهارها للعالم اجمع. لهذا الهاي بورن دفنوا انفسهم في عملهم ودراستهم لصومعة الخلود بلا انقطاع. ومع مرور الوقت تمكن الهاي بورن من السيطرة والتحكم بطاقات صومعة الخلود. ومع تطور الأبحاث اكتشفوا انهم بسيطرتهم على طاقات صومعة الخلود اصبحوا قادرين على صنع او تدمير مايريدون متى ما يريدون. مما ساعدهم على التوصل إلى بعض اسرار السحر البدائي والذي كرسوا انفسهم لفك جميع الغازه. لكن قرروا بأن هذا السحر بالغ الخطورة إذا ما تم التعاطي معه بطريقة غير مسؤوله. لكن الملكة ازهارا وخادمها الهاي بورن بدأوا في التدرب على هذا السحر بطريقة متهورة وبنهم شديد لإتقانه. سيناريوس وبعض الحكماء من علماء النايت إلف قرروا ان الكارثة هي المصير الأوحد لمن يتمادى في التلاعب بفنون السحر حتى وإن كانت الملكة ازهارا بنفسها.


وكما تنامت سلطتهم اصبر ظاهرا للعيان ان هناك فاصل طبقي يفصل بين الملكة ازشارا وخدمها المطيعين وبين بقية النايت ايلف حيث اصبحت ازشارا والهاي ايلف طبقة متجبره متعالية على الكل لما يملكون من علم السحر البدائي والقدرة على التحكم بطاقات بحيرة صومعة الخلود. واصبحت الملكة ازشارا متزايدة في القسوة والمعامالة السيئية لأبناء جنسها من عوام النايت ايلف. وبدأت ازشارا في التخلي عن كل ما كانت تحب وترفض الإستماع او التعامل مع اياً كان غير كهنة الهاي بورن الذين هم وحدهم محل ثقتها.

باحث شاب اسمه مالفوريون ستورمريج Malfurion Stormrage والذي كان قد امضى معظم وقته في دراسة الفنون البدائية لعلم الدرويد Druid كان قد بدأ في الشك في ان القوة الرهيبة الي حصلت عليها ازهارا و خدامها الهاي بورن قد افسدتهم وسيطرت عليهم. كان يعلم ان حياة النايت إلف قريبا ستتغير إلى الأبد.

حرب العصور القديمة

الهاي بورن وإستخدامهم الغير مسؤول للسحر ادى إلى اخراج بعض من طاقات حوض الخلود عن مساراها متوجهة إلى ما بعد الظلام العظيم. هذه الطاقات التي ظلت عن مسارها قد احست بها عقول الشر وقوى الظلام.
سارجيراس Sargeras اخطر عدو مر على تاريخ الكون بأكمله مدمر العوالم قد احس بتلك الطاقة القادمة من حوض الخلود. بالتجسس على عالم آزيروث وبإستشعار طاقة الحوض الانهائية اصبح سارجيراس منقادا بنهمه الشديد لهذه الطاقة. إلـه الظلام العظيم سارجيراس عقد العزم على تدمير عالم ازيروث بأكمله والحصول على طاقات حوض الخلود له وحده.



سارجيراس جمع اتباعه من البيرنينق ليقون Burning Legion وانطلق في طريقه إلى العالم الغير مشكوك فيه عالم آزيروث. فيالق ازيروث كانت مكونه من مليون من الشياطين الصارخين الذين تمزقت ارواحهم في ركن بعيد جدا من الكون والذين لا يستطيعون العيش من غير سفك الدماء. ضباط سارجيراس وهم آرتشموند Archimonde الملوث ومانوروث Mannoroth المدمر جهزوا شياطينهم للإجتياح.




الملكة ازشارا وغرقها الشديد في سحر حوض الخلود وتأثيراته الجانبية عليها جعلها تقع ضحية لقوة سارجيراس الغير مستهان بها ووافقت على ان تهيئ له مدخلاً إلى عالمها. حتى خدمها الهاي بورن من قوة تأثير الطاقة عليهم وإفسادهم اصبحوا يتعبدون لسارجيراس وأصبح إلههم. ولإظهار ولائهم لفيالق سارجيراس قام الهاي بورن بمساعدة الملكة ازشارا بفتح بوابة إلى عالمهم داخل اعماق حوض الخلود.


بعد ما ان اصبحت تجهيزاته كلها مكتمله بدأ سارجيراس بغزوه الكارثي لعالم آزيروث. فيالق المحاربين الشياطين اقتحموا عالم آزيروث عن طريق البوابة داخل اعماق الحوض وقاموا بمحاصرة مدينة النايت إلف وهم نيام. بقيادة آرتشموند ومانروث تدفقت فيالق سارجيراس نحو أراضي قارة كالمدور تاركة الرماد والألم الشديد في اعقابها. سحرة الشياطين استدعوا معهم الشياطين النارية التي تحطم ابراج وقلاع ومعابد كاليمدور كما لو كانت شهباً جهنمية. مجموعة داخل هذه الجيوش تعرف بإسم دووم قارد Doomguard ملأت سهول وجبال كالمدور بالقتل وسفك الدماء لكل كائن حي يروه في طريقهم. حزم من الشياطين الشبيهه بالخنازير الجهنمية اصبحت تدمر الأرياف والمحاصيل الزراعية. وعلى الرغم من ان مجموعة كبيرة من محاربين النايت إلف الشجعان هبوا للتصدي لفيالق القتل والتمدير إلا انهم وجدوا انفسهم مضطرين للتراجع شبرا بعد شبر.


استشعر الشاب مالفورين ستورمرايج الذي كان مكرسا حياته لدراسة علم الدرويد بضرورة العثور على المساعدة لشعبه الذي يقع تحت حصار فيالق سارجيراس. ايليدن ستورمرايج Illidan Stormrage اخاه كان يتدرب على السحر البدائي مع الهاي بورن ولكن غضب إيليدن كان يتزايد على الهاي بورن كلما تزايدت الطبقية عندهم واحتقارهم للغير. اقنع الشاب مالفورين اخاه بمد يد العون لشعبه المحاصر لتحريره من خطر فيالق سارجيراس المحدقة به. قرر مالفورين الخروج للبحث عن سيناريوس نصف الإله الذي كان يعلم النايت إلف عن الطبيعة لكي يبدأ بتكوين قوة لمقاومة فيالق الشياطين.



الكاهنة الجميلة تايراند Tyrande وافقت على مصاحبة الأخوين في رحلة البحث عن سيناريوس. مالفورين وإيلدين كلاهما كانا يعشقان هذه الكاهنة المثالية ولكن قلب تايراند كان متعلق بمالفورين وحده لا غير. قلب إيليدن تألم كثيرا بهذه الرومنسية بين عشيقته واخاه ولكن آلام القلب لم تكن شيئا مقارنة بالآلام التي يحسها بسبب إدمانه على السحر البدائي.



أيليدن الذي نشأ بإعتماد كلي على الطاقة السحرية المنبعثة من حوض الخلود قاوم كثيرا للسيطرة على جوعه الشديد للإستفادة من طاقة الحوض مرة أخرى. ولكن بالدعم الا محدود والصبور من الكاهنة الجميلة تيراند استطاع إيليدن ان يكبح جماح نفسه ومساعدة شقيقه في العثور على نصف الإله المنعزل سيناريوس الذي وجدوه ساكناً في منطقة مون قليد Moonglade المقدسة لديه والتي لا تبعد الكثير عن جبال هايجال. سيناريوس وافق على مساعدة النايت ايلف وذلك بالعثور على التنانين القدماء وطلب مد يد العون منهم. التنانين بقيادة الطاغوت الأحمر الكبير آليكسترازا وافقوا على ارسال مقاتلينهم العظماء للإشتباك في معركة عظيمة ضد فيالق الشياطين.


سيناريوس مستدعياُ الأرواح من الغابات المسحورة قام بتكوين جيشا ضخماً من الأشجار القدماء وقيادته في هجوم جريء على الأراضي المستحلة من قبل فيالق الشيطان. في هذه الأثناء ومع استمرار وصول حشود الحلفاء إلى معابد ازشارا والمناطق المحيطة بحوض الخلود اندلعت حرب اهلية داخل هذه التحالفات حينا ايقن مالفورين والمخلصين معه ان فيالق الشيطان لايمكن ان تهزم بالقوة العسكرية وحدها.


ومع اقتراب معركة الجبابرة من ابواب عاصمة ازشارا انتظرت الملكة المسيطر عليها بواسطة سحر الحوض وصول قائد الظلام مدمر العوالم سارجيراس. قائد الظلام كان يستعد للإنطلاق إلى عالم أزيروث ودخوله عن طريق البوابة الموجودة في اعماق الحوض. ولكن حجم الظلام الي يمثل سارجيراس لم يمكنه من دخول البوابة لذلك قامت آزشارا بجمع أقوى السحرة من الهاي بورن. فقط من خلال ربط كافه سحرهم في إطلاق شعوذه متحده قد تتمكن من فتح بوابة تكفي للظلام الهائل المصاحب لزعيم الظلام ليدخل معها.


وكما اشتدت المعركة في سهول وجبال كاليمدور المحترقة حدث تطور مؤسف ومفاجيء في الأحداث. تفاصيل ما حد ضاعت مع الزمن لكن من الأحداث التي حصلت ان نيلثاريون Neltharion الممثل لقوة التنانين وبطل المعركة جن جنونه خلال احد الحملات الحاسمة ضد فيالق الشياطين. لقد بدأ بالإنشطار إلى شعل من النار والغضب. واعاد تسمية نفسه إلى مسمى ديثوينق Deathwing جناح الموت وقام التنين المحترق بالإنقلاب على احلافه وقاد التنانين الخمسة بعيداً عن ميدان المعركة. (خمسة اجناس من التنانين يقود كل جنس تنين واحد)



خيانة ديث وينق المفاجئة كانت مدمرة جدا لدرجة ان التنانين الخمسة إلى الآن لم يتعافوا من هذه الخيانة. جريحة ومصدومه اليكسترازا زعيمة التنانين الحمر والتنانين المخلصين لها اجبروا على هجر احلافهم وتركهم يواجهون مصيرهم المحتوم.

توصل مالفوريون إلى ان حوض الخلود هو المعبر لهؤولاء الشياطين إلى عالمهم واصر ان الحل الوحيد لصد فيالق الشياطين هو تدمير هذه البحيرة ومعابدها. لكن جميع رفقائه واعوانه الذين كانوا يستمدون خلودهم وقواهم من هذه البحيرة ارتعبوا لما طرحه عليهم مالفورين من تدميرها. وحدها الكاهنة الجميلة تيراند التي رأت الحكمة في ما توصل إليه مالفوريون وقامت بإقناع سيناريوس ومن معه بإجتياح معبد آزشارا وإيجاد طريقة لتدمير هذه البحيرة إلى الأبد

تمزق العالم

علم إيلدان بأن تدمير البحيرة سوف يمنعه من التعاطي بالسحر مره أخرى. قرر إيليدان بأن يخون في جماعته وان يذهب لتحذير الملكة ازشارا وخدمها الهاي بورن المخلصين بأن أخاه مالفورين ومن معه عازمون على تدمير البحيرة. وبما أن إيليدان كان قد ادمن على السحر وزيادة على ذلك قلبه المحطم تجاه تيراندي الذي كان يحبها ولكن اخاه حرمه منها لذلك لم يتردد إليدان ولو للحظه عن خيانة أخاه. وعلى كل حال إيليدان كان قد قطع وعدا على نفسه بأن يحمي بحيرة الخلود تحت أي تكلفة.

وبقلب جريح بسبب خيانة أخاه له, قاد مالفورين المخلصين معه إلى قلب معبد ازِشارا الذي كان مشيدا فوق البحيرة. وبمجرد وصولهم إلى القاعة الرئيسية في المعبد وجدوا أن الهاي بورن قد أطلقوا البورتال بالفعل وكانوا قريبين جدا من إكمال عمليتهم وفتح البوابة التي ستسمح لسارجيراس مدمر العوالم بالوصول على عالمهم. رأى مالفورين ظلال سارجيراس العظيم يقترب من البوابة حينها انطلق ومن معه مسرعين ليشتبكوا مع الهاي بورن بهدف إيقافهم من إكمال البوابة.

وبعلم أزشارا المسبق بخطة مالفورين للهجوم والتي اخبرها بها إيليدان كانت الملكة على أ تم الاستعداد للدفاع عن البوابة فتدمر تقريبا كل من كان مع مالفورن من قوات وأتباع مخلصين له. وانطلقت تيراندي لتهجم على الملكة أزشارا من الخلف لكن تصدى لها احد حراس الملكة ودارت بينهم معركة عظيمة استطاعت تيراندي من قتل حارس الملكة فيها ولكنها سقطت على الأرض جريحة وحينما رآها مالفورين تسقط دخل حاله هستيرية تسمى بحالة الغضب القاتل والتي انتهت بتدميره لحراس الملكة الذي كانوا يمنعونه من الوصول إليها.



وفي منطقة مظلمة على شاطئ البحيرة ووسط نيران المعارك التي كانت تشتعل داخل المعبد وخارجه ظهر إيليدان وبدا انه كان يحمل قوارير زجاجية فارغة حيث كان يعبئها بمياه بحيرة الخلود. ولأن ايليدان كان واثقا تمام الثقة أنه في حال قدوم سارجيراس لعالمهم بأنه سيدمر حضارة النايت إيلف إلى الأبد وانه سيستولي على طاقات هذه البحيرة لوحده لذلك قرر إيليدان ان يقوم بسرقة بعض من هذه الطاقات والاحتفاظ بها لنفسه.



المعركة التي دارت بين مالفورين وأتباع الملكة ازشارا أدت إلى اختلال التعويذة السحرية التي كان يطلقها الهاي بورن لفتح البوابة وبسبب ذلك الاختلال حدث مالا يحمد عقباه. الطاقات السحرية المستخدمة في تلك التعويذة انفجرت مخلفة ورائها سلسلة من الإنفجارات التي طالت طاقات البحيرة السحرية وبإنفجارها مزقت العالم إلى الأبد. هذا الانفجار السحري هز أعماق المعبد وأساساته مخلفا ورائه زلازل عظيمة هزت العالم بأكمله.



المحصلة كانت انفجار سحري عظيم مزق العالم بأكمله إلى قسمين.

بسبب انهيار القشرة الأرضية نتيجة هذا الانفجار انخسف منتصف العالم إلى الداخل مما أدى إلى دخول مياه المحيطات لتملأ هذا الفراغ المتكون والذي كان بمعدل 80% من حجم العالم. ولم يتبقى في تلك المنطقة بأكملها غير المياه التي غطتها ودوامه إعصارية تسمي ب ميلستورم وتعني الغضب العارم.

ومازالت هذه الدوامة تقع في منتصف العالم شاهدا على حجم الكارثة التي حلت بالعالم كلل بسبب هجوم سارجيراس على عالم ازيروث طمعا في طاقات بحيرة الخلود.

بطريقة ما استطاعت ازشارا وجزء من خدمها الهاي بورن من النجاة من هذه المحنة ولكنهم بقوا حبيسين المعبد الذي انهار على رؤوسهم محاصرهم داخله متحولا كسجن عظيم ذلك المعبد الذي خسف به تحت الأرض وغطته مياه المحيطات. ونتيجة للإنفجارات السحرية التي استمرت داخل المعبد تحولت أشكالهم إلى مخلوقات بشعة وغريبة أطلق عليهم لاحقا مسمى الناقا.



وداخل أعماق المحيط بنى الناقا مدينة لهم والتي يأملون أن يستعيدوا قوتهم فيها قبل أن يظهروا حضارتهم على سطح الأرض وذلك سوف يستغرق عشرة آلاف سنه.

جبل هايجال وهدية إيليدان

القليل من النايت ايلف الذين نجوا من الإنفجار شقوا طريقهم داخل هذه الفيضانات نحو اليابسة. وبطريقة ما بمساعدة إليون Elune إله النايت إيلف القديمة استطاع مالفورين وتيراندي وسيناريوس نصف الإله من النجاة من الإنفجار وتمزق العالم. الثلاث أبطال قرروا قيادة من نجى من النايت إلف وبناء موطن جديد لهم. وكما جابوا الأرض وفي صمت شديد تفكر النايت إلف في ما حصل لعالمهم وان إندفاعهم ورغباتهم هي التي قادت عالمهم إلى الدمار. أما بالنسبة لسارجيراس وفيالقه فإنهم انقطعوا عن العالم بتدمر بحيرة الخلود. مالفورين ومن معه بقوا ليتأملوا في نصرهم العظيم والذي كان بثمن غالٍ جدا الذي تمثل في دمار الأرض وإزهاق ارواح الكثيرين من سكان عالم آزيروث وبالأخص النايت إيلف.

ولقد كان هنالك الكثير من الهاي بورن خدم الملكة آزشارا ممن نجوا من الإنفجار العظيم والذي شقوا طريقهم إلى اليابسة مع ابناء جلدتهم من النايت إلف. وكان مالفورين مقتنعا انهم لن يشكلوا أي خطر او تهديد آخر خصوصا بعد ما أن تفجرت بحيرة الخلود التي كانت مركز الإمداد لأسحار وطاقات الهاي بورن.

شق النايت إيلف طريقهم في هذه اليابسة ليجدوا ان جبل هايجال Hyjal Mount قد نجى من آثار هذا الإنفجار العظيم فقرر مالفورين استكشاف هذا الجبل وفي رحلتهم الإستكشافية وجدوا ما اثار الرعب في نفوسهم. في احد مناطق الجبل والتي يصعب الوصول إليها وجد النايت إلف بحيرة مليئة بالسحر تماما كما كانت بحيرة الخلود مما اعاد إليهم من جديد صور تدمر العالم التي ستبقى عبرة وذكرى لكل أجيال عالم آزيروث إلى الأبد.

إيليدان الذي نجى من الإنفجار هو الآخر وصل إلى هذه المنطقة في الجبل قبل ان يصل إليها أخاه مالفورين ومن معه من النايت إيلف وأفرغ القوارير الزجاجية التي كان قد عبأها من بحيرة الخلود قبل الإنفجار في هذه البحيرة الجبلية والتي سرعان ما انتشرت فيها طاقات بحيرة الخلود السحرية لتصبح صورة طبق الأصل لبحيرة الخلود. واعتقد إيليدان ان هذه البحيرة الجديدة هي عبارة عن هدية يقدمها للأجيال القادمة ولكنه انصدم بقدوم مالفورين اخاه و غضبه الشديد عليه بسبب صنعه لبحيرة خلود جديدة. شرح مالفورين لأخاه ان من يستخدم الأسحار تفسد روحه كما حدث مع الملكة آزشارا وخدمها الهاي بورن وأنه سبب دمار العالم كما حدث في بحيرة الخلود السابقة.

وبعلم مالفورين ان اخاه لن يسمع لنصائحه وان جشعه في استخدام السحر سوف يقود العالم إلى الهلاك قرر بأن يسجنه وذلك بمساعدة نصف الإله سيناريوس. قام مالفورين ببناء سجن تحت الأرض وسجن إيليدان فيه وقرر عدم اطلاق سراحه إلى الأبد وعين الفتاة الشابة ماييف Maiev بأن تكون آمره سجن إيليدان.



وبخوفهم من ان تدمير البحيرة الجديدة قد يحدث انفجارا آخر يدمر ماتبقى من العالم قرر النايت إيلف تركها كما هي ومنع اي استخدامات او ممارسات لفنون السحر. وبتوجيهات من سيناريوس بدأ النايت إيلف بدراسة علم الدرويد ليمكنهم هذا العلم من معالجة الأرض وإعادة بناء غابتهم المحبوبة في قاعدة جبل هايجال

شجرة العالم والحلم الزمردي

ولعدة سنين طويلة عمل الناي إيلف بجهد على بناء موطنهم العتيد من ماتبقى من عالم آزيروث. لقد بنوا موطنهم الجديد داخل أشجار وظلال المناظق المظلمة من جبل هايجال. ومع مرور الوقت التنانين الذين نجوا من الإنفجار القديم اخيرا ظهروا من جديد من مخابئهم السرية.

الكسترازا Alexstrasza (زعيمة التنانين الحمر) يزيرا Ysera (زعيمة التنانين الخضر) و نوزدورمو Nozdormu (زعيم التنانين البرونزيين) قدموا إلى النايت إيلفز وقام مالفورين بتحيتهم وأخبرهم عن صناعة حوض الخلود الجديد. التنانين العظماء استشعروا الخطر بعد سماعهم بهذا الخبر المظلم وتنبأوا بأنه طالما ان بحيرة الخلود موجودة فإن احتمال عودة فيالق سارجيراس لإعادة غزو الأرض محتملة. لذلك عقد مالفورين مع قادة التنانين العظماء عهدا بضمان بقاء حوض الخلود بأمان وأن فيالق الشر لن تجد طريقها مرة أخرى إلى عالم آزيروث.

غرست الكسترازا زعيمة التنانين الحمر شجرة سحرية في قلب بحيرة الخلود التي اصبحت تتغذى على مياه البحيرة السحرية مما جعلها تنمو كبيرة جداً لتبدو وكأنها تلامس السماء. تلك الشجرة أصبحت مثال حي لتعلق النايت إيلف بالطبيعة وأصبحت تنمو لتعالج غابات العالم المدمره بسبب الكارثة. اطلق النايت إيلف إسماً لشجرة العالم وهو نوردراسيل Nordrassil والذي يعني في لغة النايت إيلف تاج الجنات.



نوزدورو زعيم التنانين البرونزيين أطلق سحراً على شجرة العالم يجعل النايت إيلف لا يكبرون في العمر (أي يجعلهم يعيشون آلاف السنين دون ان يشيخوا) وأيضا يجعلهم قادرين على مقاومة جميع الأمراض.

يزيرا زعيمة التنانين الخضر والتي تلقب بالحالمة أطلقت سحرا على هذه الشجرة أيضاً يربط الشجرة بعالمها الخاص بها المليء بالأحلام والذي يسمى بحلم الزمرده. حلم الزمرده هو عالم حالم خارج عالم الحقيقة داخل هذا العالم تقوم يزيرا بتنظيم تغيرات الطبيعة ومسار تطورها في العالم الحقيقي. وقد اعتنق الدرويد من النايت إيلف ومنهم مالفورين هذا الحلم الذي وضعهم في سبات طويل في العالم الحقيقي ولكنهم ضحوا بالآف السنين من حياتهم الذين قضوها في هذا السبات من اجل مساعدة يزيرا على إعادة التوازن الطبيعي في عالم آزيروث.

بإذن الله راح ننزل الفصل الثاني في أقرب فرصه